رسائل كافكا الى ميلينا

رسائل كافكا الى ميلينا

رسائل كافكا الئ ميلينا      


من رسائل كافكا لميلينا.. 

1 ذات مرة  ويبدو أن ميلينا كانت قد كتبت أنها تعاني من اكتئاب شديد حتى أنها تحاول الانتحار للخلاص من حياتها 
فكتب لها فرانز يقول :
أنتِ تتحدثينَ عن حياتك وكأنها أمر يخصكِ بمفردك ، أنتِ لا تدرينَ أن في أنفاسِك حياة للكثيرين من أمثالي ، لا يا ميلينا .. لا تقولي أبداً أنكِ غير مسئولة عن حياة أحد ، أنتِ تحتاجين لأن تشاهدي نفسك في عَيني ، أو أن تنظري لنفسك من خلالي أنا مِرآتك التي تعكس حقيقة الاحتياج لوجودك  وقتها ستدركين كارثة غياب الشمس عن هذا الكوكب ولو لساعةِِ واحدة. 
المخلص لكِ..
____________

2 في كل مرة كنا نختلف فيها، كان الحب حاضرآ،
 فتتحول شجاراتنا إلىٰ ضحكات، إلىٰ أحضان ربما، 
لكن في آخر خلاف دار بيننا، لم يكن الحب حاضرآ لينقذنا، غاب الحب، فاِنتصر المنطق، تبادلنا العتاب بطريقة مؤذية،
ثم تبادلنا الصمت فلم نعد كما كنا، وربما لن نعود .
3 حلمتُ بكِ مجددًا صباح اليوم. كنتِ تعيسة جدًا لأنني تجاهلت سماع صوتكِ الذي يتكلم إليّ. ربما لم أكن أتجاهله ولكن لم أستطع الرد. قول الحقيقة صعب. إنكِ هُنا. مثلي بالضبط حتى أكثر مني. وأنتِ موجود حيث أنا موجودة. علاوة على ذلك.. أنتِ موجود بداخلي أكثر مني .
4  ‏ثم استلمت رسالتك الرقيقة لتعينني على مواجهة الليل، فالليل يبدو كعدو لي .
- إلتقيت بك فتصالحت مع العالم، عفوت عن الغائبيِن، وعذرت كل الراحلين، منذ أن التقيتك وأنا أرى أن لا شيء يدعو للغضب .. إلا غيابك .

- أخشى يا ميلينا أن نلتقي وتفقدي حبك لي عند رؤيتي وتعلمين إختلافي عن ذاك العاشق الذي عرفته من خلال كتاباتي ورسائلي لك .
5 كتب فرانز كافكا الى "ميلينا" يقول :
تتوهمين ، فلن تستطيعي البقاءَ إلى جانبي مدّة يومين .. أنا رخوٌ، أزحفُ على الأرض.
أنا، صامتٌ طول الوقت، انطوائيٌّ، كئيبٌ، متذمرٌ، أنانيٌّ وسوداويّ.
هل ستتحملين حياة الرهبنة، كما أحياها ؟
أقضي معظمَ الوقتِ محتجزاً في غرفتي أو أطوي الأزقَّة وحدي.
هل ستصبرين على أن تعيشي معي بعيدة كلياً عن والديكِ وأصدقائكِ بل وعن كل علاقة أخرى, ما دام لا يمكنني مطلقاً تصور الحياة الجماعية بطريقةٍ مغايرة؟
لا أريدُ تعاستكِ يا "ميلينا" ..أخرجي من هذه الحلقةِ الملعونةِ التي سجنتكِ فيها، عندما أعماني الحب !
فردت عليه "ميلينا" : " و إنْ كنتَ مجرّد جثّة في العالم .. فأنا أحبّك ".
كافكا إلى ميلينا
6  كان بأمكاننا إصلاح الأمور 
 أن تكوني أنتِ الطرف الأفضل 
   وتتنازلي قليلاً .. 
  كما كنت أفعل أنا ..
 كان من الممكن أن تستمري بقول صباح الخير .. 
 وانا بدوري انتظر الصباح إلى أن تقوليها .. 
  وتودعينني ليلاً .. واغلق الكون بعدك .. 

  ما أشعر به ليس حبّاً يا ميلينا . 
   أو قد يكون حباً ... 
   ولكن ليس كما تتخيلينه .. 

   إنه أكبر من ذلك 
   أنا الآن من دون روح من دون إحساس 
   ومن دون أي شي ... 
 لم أشعر يوماً أنني بحاجة أحد كما أشعر الآن .. 
صدقيني ياميلينا أنت روعة الأشياء البائسة ... 
 وأنتِ الحياة لكل جذوري اليابسة ..

  - أفتقدك كثيراً 
 أكثر من ما تخيلتُ بأن الفقد مؤلم .. 
   ما الفائدة من اغلاقكِ للأبواب 
  إن كانت روحي عالقه على جدران بيتك 
   أنت الان تُزيدين البُعد شوقاً 

  أفتقدك **


تعليقات